مُنتَدَيـاتْ أبناء فِرقَة جُوريْش لِلدَبكْة وَالفِنْون اَلشَعبِيْة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
 

لفاشلي الثانوية العامة فقط اهديكم هذه القصة القصيرة

اذهب الى الأسفل

لفاشلي الثانوية العامة فقط اهديكم هذه القصة القصيرة Empty لفاشلي الثانوية العامة فقط اهديكم هذه القصة القصيرة

مُساهمة من طرف عدي ابو جاموس الأربعاء 17 سبتمبر - 8:16

لفاشلي الثانوية العامَّة فقط: أهديكم هذه القصة القصيرة
من طرف أسير الجراح في الأربعاء يوليو 23, 2008 12:05 am

مُطاردوا الثَّانويَّة العامَّة !


محمود: أين سنذهب الآن؟ وكيف سنرجع إلى بيوتنا؟.
أسامة: لا أدري فأنا في حيرة من أمري والخجل يكاد يذبحني وأتمنى لو أنَّ التُّفاحة قتلت "نيوتن".
محمود: أيُّ تفاحة؟!
أسامة: الَّتي اكتشف من خلالها قانون الجاذبيَّة، وبدأت رحلة مأساة البشريَّة مع "علم الفيزياء".
محمود: فعلاً يا ليتها قتلته وأراحت البشريَّة من شرِّه.
أسامة: وماذا نفعل الآن؟
محمود: لماذا لا نلعب معهم دور المُطاردين؟
أسامة: دور المُطاردين؟؟!!!.
محمود: أجل المُطاردين.
أسامة: وأنَّى لنا ذلك؟، وكيف سنقنع الآخرين أنَّ قوى الاحتلال تطاردنا ونحن لا ننتمي لأيٍّ من التَّنظيمات؟.
محمود: هههههه لن نكون مُطاردين للاحتلال، ولكنَّنا سنلعب دورهم ونقتبسهم حلاًّ لمشاكلنا من أسلوب حياتهم.
أسامة: اشرح لي يا فصيح.
محمود: سنختفي عن الأنظار لفترة من الزَّمن، ولا نُعلم أهالينا عن مكان تواجدنا، بالتَّالي سوف يقلقوا علينا ولن يفكِّروا في رسوبنا، وستصبح غاية أمانيهم أن يرونا ويطمأنوا علينا، وبذلك نكون قد واجهنا غضبهم بخطَّة مُضادةٍ تُنسيهم ما حدث وواجهنا مُصيبة بمصيبة أخرى أكبر منها.
أسامة: ماذا تقول؟! أتريد أن أقلق أبي وأمِّي وأخوتي وأتسبَّب في رجفة قلوبهم؟! بأيِّ عقلٍ تفكِّر يا هذا؟!.
محمود: إنَّه مُجرَّد اقتراح، وأنا لا ألزمك بتطبيقه، وتستطيع أن ترجع إلى البيت الآن، حتَّى تتلقَّى الإهانات والشتائم ولربَّما تُضرب من أبيك.
أسامة: لا لا، لا أظنُّ أنَّ أبي سوف يغضب منِّي، فأنا ابنه الصَّغير والمُدلَّل وسوف يتقبَّل قضيَّة رسوبي بصدرٍ رحب.
محمود: أنسيت أنَّه أنفق مبالغ ضخمة على دروسك الخصوصيَّة أيُّها الصَّغير المُدلَّل؟!.
أسامة: وإن كان فإنَّ أبي يحبُّني ويخشى من زعلي.
محمود: إذا اذهب إلى بيتك وأنا سأختار لعب دور المُطارد.
أسامة: إذًا فليكن.

عاد "أسامة" إلى المنزل ولم يكن يدري كيف سينقل خبر رسوبه في الثَّانويَّة العامَّة إلى أهله؟، وبأيِّ طريقة سيبدأ الحديث معهم؟، وهل يدَّعي أنَّه قد ظُلم وتمَّ ترسيبه بالخطأ؟ أم يدَّعي أنَّه كان مريضًا أثناء الامتحانات وأنَّه أخفى أمر مرضه عليهم حتَّى لا يقلقوا فكان مرضه هذا سببًا في رسوبه؟.

ولكنَّ حيرته انقطعت عندما دخل باب المنزل ليجد أباه مُنتظرًا إيَّاه بالعصا، ويُدرك أنَّ خبر رسوبه قد سبقه إلى المنزل، ويرتجف مع صيحة أبيه "أجئت أيُّها الفاشل؟"، وليُصعق من ثَمَّ باللِّياقة البدنيَّة الَّتي نزلت فجأة على أبيه الهَرِم، والَّتي اكتشفها عندما رآه يجري حاملاً عصاه نحوه وكأنَّه يلعب إحدى الألعاب القتاليَّة مُنذ فترة طويلة، ولتكتمل دهشته وهو يُضرب من أبيه بالعصا ولا يستطيع الفرار بعد أنْ ثبَّته بإحكام وبراعةٍ، حيث لم يُنجده حينها إلاَّ تدخُّل أمِّه وإخوته الَّذي أنقذوا الموقف بعد أن أخذ "أسامة" نصيبه من الضَّرب والشَّتائم والإهانة، فما كان منه إلاَّ أنْ لاذَ بالفرار إلى غرفته الَّتي أغلق بابها على نفسه، ورمى بجسده على سريره الخاص وغرق هنالك في بحرٍ من دموعه الَّتي انهالت حُزنًا على رسوبه، وعلى غضب والده منه وضربهِ إيَّاه لأوَّل مرَّةٍ في حياته، وأخذ يسأل نفسه عن المآل الَّذي أوصل نفسه إليه؟ وعن الفضيحة الَّتي سبَّبها لنفسه ولأهله؟ وكيف سيقابل المجتمع بعد هذا الفشل والإخفاق الَّذي وقع فيه؟ وعن آليَّات الخروج من هذا المأزق؟ وهل سيستطيع أن يُرضي أباه بعد ذلك؟ وهل سينال الثِّقة منه بعد أن خان هذه الثِّقة ولم يكن في موضع المسئوليَّة؟ ولكنَّه ودون أن يدري غطَّ في نومٍ عميق قبل أن يجد أيَّ إجابة على أسألته.

ولم يستفق إلاَّ وهو يُحسُّ بيدٍ حنونةٍ تمسح جروحه وتُتمتم بكلمات بالكاد أن تُسمع، ولكنَّه فهم أنَّها آيات قُرآنيَّة تُتلى على رأسه وأنَّ من يمسح جروح هي "أمُّه" الَّتي بادرته سائلة إيَّاه: "هل استيقظت يا بُنيَّ؟".

تردَّد "أسامة" في الإجابة على أمِّه خوفًا أنْ ينال باقةً أخرى من الإهانات والشَّتائم، ولكنَّه تذكرَّ أنَّ يدا "أمُّه" تمسحان جروحه في تلك اللَّحظة، وأنَّها خاطبته قائلةً: "يا بنيَّ" ممَّا أشعره براحةٍ نفسيَّة ما قطعها إلاَّ التَّنهيدة الغريبة الَّتي صدرت من "أمُّه" ممَّا دفعه إلى فتح عينيه ليرى دموعها قد انهمرت من عينيها، ويُحسَّ أنَّه جرحها لأوَّل مرَّة في حياته.

أسامة: أرجوك يا أمِّي لا تبكي.
الأم: ومن الَّذي قال لك أنَّني أبكي؟!.
أسامة: تلك الدُّموع الَّتي في عينيك لا تُرضيني.
الأم: هذه ليست دموعًا يا بنيَّ، بل هي دُعاء وتضرُّعٌ وابتهالٌ إلى الله أنْ يُفرِّج كربتك يا حبيبي.
أسامة: هل لازال أبي غاضبًا؟.
الأم: أبوك يحبُّك ولم يضربك من باب الغضب، إنَّما ضربك من حرصه على مصلحتك ورغبته أن تكون أفضل النَّاس.
أسامة: ولكنَّني خذلته وخذلتك وأوقعتكم في حرجٍ شديدٍ مع الأهل والجيران.
الأم: لا يهمُّنا الأهل والجيران بقدرٍ ما تهمُّنا مصلحتك.
أسامة: وما العمل يا أمِّي؟ وكيف سأكفِّر عن ذنبي وأصلح خطئي؟.
الأم: كن كـ"النَّملة".
أسامة: ألهذه الدَّرجة يجب أن أكون مُحتقرًا وصغيرًا في أعين النَّاس؟! وهل تسببت في غضبك إلى الحد الَّذي تحتقرينني فيه إلى هذه الدَّرجة؟!.
الأم: ومن قال لك أنَّ "النَّملة" حقيرةٌ يا بنيَّ؟! وهل تركت للشَّيطان بابًا يدخل منه بيننا فتظنَّ أنَّني يُمكن أنْ أحتقرك يا فلذة كبدي.
أسامة: إذا ما قصدك بـ"النملة" أيَّتها الغالية؟!.
الأم: ألم تشاهد نملة تتسلَّق سور المنزل في يوم من الأيَّام؟!.
أسامة: كثيرًا!!!.
الأم: ألم تُلاحظ أنَّها وفي كثير من الأحيان تهوي إلى الأرض بعد أن تقطع شوطًا إلى هدفها لتُعاود مُحاولة التَّسلق والمُضيِّ في طريقها من جديد دون كللٍ أو مللٍ حتَّى تنجح في نهاية الأمر؟!.
أسامة: أتقصدين أنَّ عليَّ أنْ أنسى خطأي وأعاود الكرَّة؟.
الأم: يا بنيَّ، إنَّ ما يُميُّز "النَّملة" هو الإرادة الَّتي تمتلكها وتحديد الهدف قبل بِدء المسير، وبذل الجُهد والمُثابرة حتَّى تستطيع تحقيق الهدف، ولو أنَّها لم تكن كذلك لما نجحت في مُهمَّتها وإن عاودت الكرَّة مئة مرَّة أخرى.
أسامة: وكيف سأقنع الأهل والجيران بهذه الفكرة؟ وكيف سأتخلَّص من سُخريتهم واستهزائهم؟.
الأم: بنيَّ، إنَّ ذاكرتي تخونني في استحضار قِصص العُظماء والمشاهير، ولكنَّك إنْ تركت العنان إلى دفتر ذِكرياتك فسوف تستحضر قصصهم، لتجد أنَّ منهم من ختم عليه المُجتمع بأكمله بأنَّهم فشلة ولن ينجحوا في حياتهم أبدًا، إلاَّ أنَّهم لم يستسلموا إلى هذه النَّظرة، واستطاعوا أن يتحدُّوا الواقع المرير الَّذي كانوا يعيشونه، ونجحوا في تحقيق أحلامهم والارتقاء بأنفسهم ليكونوا من أعظم العلماء الَّذين عرفتهم البشريَّة.
أسامة: وهل تعتقدين أنَّني قادرٌ على ذلك يا أمِّي؟.
الأم: نعم، فجميع مُقوِّمات النَّجاح كامنة فيك، وسُبل الرَّاحة والصَّفاء الذِّهني متوفِّرة لك، وأنت قادرٌ على تجاوز أيِّ محنةٍ، وما فات فات وعليك أن تفتح صفحة جديدةً تُلغي من خلالها أخطاء الماضي.
أسامة: وأبي؟!
الأم: إنَّه ذو قلبٍ طيِّب، وأنا متأكِّدةٌ أنَّه قد نسي غضبه، وأنَّه راثٍ لحالك، وأنَّه بانتظارك الآن لتستسمحه وتطيِّب خاطره وتسمع نصيحته، فهيَّا قُم معي إليه لتراضيه وتستعدَّ بعد ذلك لأداء صلاة الجمعة.
عدي ابو جاموس
عدي ابو جاموس
جوريش1
جوريش1

عدد الرسائل : 23
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى