مُنتَدَيـاتْ أبناء فِرقَة جُوريْش لِلدَبكْة وَالفِنْون اَلشَعبِيْة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
 

بيان معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

بيان معجزات الرسول صلى الله عليه  وسلم Empty بيان معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف اسير الحب الجمعة 23 أكتوبر - 11:00

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

وله صلى الله عليه وسلم الآية العظمى التي ظهرت له في الأرض والسماء التي لم يشركه فيها بشر، ولم يبلغ الذي بلغه أحد من النذر، التي إذا تدبرها ذو فهم وعقل وبصيرة علم أن الله قد جمع له فيها شرف المنازل والرتب ما فضله بها على الأولين والآخرين، وهو أنه ركب البراق وأتى بيت المقدس من ليلته، ثم عرج به إلى السماوات فسلم على الملائكة والأنبياء، وصلى بهم، ودخل الجنة ورأى النار، وافترض عليه في تلك الليلة الصلوات، ورأى ربه وأدناه وقربه وكلمه وشرفه، وشاهد الكرامات والدلالات، حتى دنا من ربه فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، وأن الله وضع يده بين كتفيه فوجد بردها بين ثدييه، فعلم علم الأولين والآخرين وقال عز وجل: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وهي رؤيا يقظة لا منام، ثم رجع في ليلته بجسده إلى مكة، وأخبر في كتابه أنه يعطيه في الآخرة من الفضل والشرف أكثر مما أعطاه في الدنيا بقوله: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى وبما له في الآخرة المقام المحمود الذي لا يدانيه فيه أحد من الأولين والآخرين، فنقلت من تاريخ ابن أبي خيثمة أبي بكر أحمد في أخبار المكيين بإسناده عن مجاهد في قوله: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قال: يجلسه على العرش، وروى أبو بكر وعثمان بن أبي شيبة بإسنادهما عن مجاهد في قوله: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قال: يقعده على العرش. وكذلك روى عبد الله بن أحمد بإسناده عن مجاهد، وقد روى إسحاق بن راهويه عن ابن فضيل عن ليث عن مجاهد في قوله: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قال: يجلسه معه على العرش، وقال ابن عمير: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله وسئل عن حديث مجاهد يقعد محمدا على العرش، فقال: قد تلقته العلماء بالقبول، نسلم هذا الخبر كما جاء، وقال ابن الحارث: نعم يقعد محمدا على العرش. وقال عبد الله ابن أحمد: وأنا منكر على كل من رد هذا الحديث، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: مَقَامًا مَحْمُودًا قال: يقعده على العرش، روى هذه الأخبار شيخنا أبو بكر المروزي وصنف في ذلك كتابا كبيرا، ورواه والدي رحمه الله عنه فيما أجازه لنا بإسناده عن ابن عمر رضي عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قال: يجلسه معه على السرير، وبإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود؟ فقال: وعدني ربي القعود على العرش وبإسناده عن ابن عمر رضي عنهما قال لي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عما يوعده ربه جل اسمه؟ فقال: وعدني المقام المحمود، وهو القعود على العرش، وله الحوض الموعود في اليوم الموعود .


--------------------------------------------------------------------------------


بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

هذا البحث في بيان معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وآياته العظيمة التي تدل على نبوته وما أعطاه الله سبحانه وتعالى من الخير والكرامات فمنها الإسراء والمعراج، ومنها ما رآه ليلة المعراج من الآيات، ومن دنوه من ربه عز وجل، ومنها المقام المحمود، ومنها الحوض المورود هذه المباحث مباحث عظيمة بين المؤلف - رحمه الله - أن النبي صلى الله عليه وسلم له من الآيات العظمى الإسراء والمعراج، والإسراء في اللغة: هو السفر ليلا، وشرعا: هو السفر برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا على البراق من مكة إلى بيت المقدس في الشام.

والمعراج لغة: مفعال من العروج، وهي آلة العروج، وشرعا: هي - المعراج - هي آلة كالمرقاة كالسلم صعد بها نبينا صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السماء.

والإسراء بين الله تعالى في القرآن العظيم فقال سبحانه: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فالله تعالى أسرى بنبيه ليلا لا نهارا، من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، ثم عرج به عليه الصلاة والسلام من بيت المقدس إلى السماء، والإسراء كما سبق هو في اللغة السفر ليلا، وشرعا: الإسراء هو السفر بنبينا صلى الله عليه وسلم ليلا على البراق من مكة إلى بيت المقدس، والمعراج: مفعال من العروج في اللغة وهي الآلة التي عرج بها نبينا صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السماء، والإسراء ثابت في القرآن الكريم، ومن أنكر الإسراء كفر؛ لأنه مكذب لله، ومن كذب القرآن أو بحرف من القرآن كفر، قال الله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ؛ وذلك أنه أسري بنبينا صلى الله عليه وسلم ليلا من بيت المقدس، صحبة جبرائيل، أوتي، أتاه بالبراق وهي الدابة التي يركبها الأنبياء، وهي دابة فوق الحمار ودون البغل، يعني أكبر من الحمار وأصغر من البغل، وأبيض، وسمي البراق لما فيه من البريق واللمعان، وكانت هذه الدابة خطوها مد البصر يعني تضع حافرها والحافر الثاني مد البصر، فقطعت المسافة من مكة إلى بيت المقدس في مدة وجيزة؛ لأن المسافة من مكة إلى الشام على الإبل شهر - ثلاثين يوما - كان الناس يسيروه، هذه الدابة قطعتها في مدة وجيزة مثل الطائرة تقريبا، سرعتها سرعة الطائرة؛ لأن خطوها مد البصر يعني تضع الحافر والحافر الثاني مد البصر نهاية بصرك، ثم الخطوة الثانية نهاية البصر، هذه من المعجزات، من الكرامات قطع هذه المسافة العظيمة التي يقطعها الناس في ذلك الوقت في شهر كامل، وليس هناك مواصلات ما عندهم طائرات ولا سيارات ولا قطارات في ذلك الوقت، ما في إلا الإبل والخيل هذه آلة الركوب، أسرع ما يكون عندهم الفرس، عندهم البريد، كان عندهم البريد كانت المسافة التي تقطع في شهر يقطعها البريد في ثلاثة أيام، ... بريد، البريد له محطات، فالبريد يقطعها في ثلاثة أيام فكان البريد يأتي من المدينة، من الشام إلى المدينة، إذا كان في خبر مهم، ينقلها في البريد، هناك خيل معدة، يركب الفرس حتى يصل المحطة، فإذا وصل المحطة وجد فرس آخر مهيأ، جلس وأخذ الفرس الثاني إلى المحطة الثانية وهكذا، حتى ما يتعب الفرس، في أمر مهم، فيقطع المسافة في عدة أيام أما الإبل تقطعها في شهر، هذا البراق قطعها هذه المسافة في مدة وجيزة، نبينا صلى الله عليه وسلم مع صحبة جبرائيل سواء على البراق، ثم لما وصل المسجد الأقصى ربط البراق بحلقة باب المسجد، التي يربط بها الأنبياء - دابة - ربطها بحلقة باب المسجد، وجمع الأنبياء للنبي صلى الله عليه وسلم وقدمه جبرائيل وصلى بهم إماما، يعني جمع الأنبياء للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان، وصلى بهم عليه الصلاة والسلام وقدمه جبرائيل فظهر فضله عليهم، ولما عرج به إلى السماء مع الأنبياء، كيف صلى بهم في بيت المقدس وقد ماتوا ورآهم في السماوات؟ والجواب: أن أرواحهم أخذت صور الأجسام، أن الأرواح أخذت صور الأجسام، ويدل على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: مر في طريقه على موسى وهو قائم يصلي في قبره ثم لما صعد في السماء وجده في السماء الثالثة كيف ذلك الروح تصعد بسرعة، تطير بسرعة خفيفة، ليست مثل الأجسام، وهو قائم يصلي في قبره فالروح تأخذ شكل الجسد، فصلى بالأنبياء إماما، وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه إناء خمر ولبن، وقيل: اختر أيهما، هذا قبل أن تحرم أيام قبل ... قبل أن... قبل أن تحرم الخمر فاختار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن فقال للنبي صلى الله عليه وسلم اخترت الفطرة أصبت الفطرة، ولو اخترت الخمر لغوت أمتك جاء فيه أن عرض عليه.

ثم أوتي بالمعراج، وهو كهيئة السلم كهيئة الدرج، فصعد عليه نبينا صلى الله عليه وسلم ومعه جبرائيل وصعد، طار في الهوا في السماء، حتى وصل إلى السماء الدنيا كما جاء في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما، فلما وصل إلى السماء الدنيا استفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معه؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قال: فنعم المجيء جاء. ففتحوا لهما أبواب السماء فدخلا في السماء الدنيا، هذا يدل على أن السماء لها أبواب ولها حراس ليست مضيعة، وهذا يدل على أن السماوات ليست شفافة مثل الزجاج، لو كانت شفافة ما سأل، كان يراهم من.. .، يقول من؟ بس قال من هذا؟ قال: جبريل. قال: من معك؟ قال محمد. لو كانت شفافة لرآهم من الداخل، فوجد فيها آدم عليه السلام، السماء الدنيا، فقال: هذا أبوك هذا، فسلم عليه، فقال آدم عليه السلام: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، ووجد على يمينه أسودة، وعن يساره أسودة، وإذا نظر إلى من يمينه ضحك، وإذا نظر إلى من يساره بكى، وقيل: هذه أرواح أمته اللي عن يمينه أرواح أهل الجنة، واللي عن يساره أرواح أهل النار، ثم عرج إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قيل: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد قيل: وقد أرسل إليه قال نعم، ففتح لهما فدخلا فوجدا فيها ابني الخالة عيسى ويحيى، ابن الخالة، يحيى بن زكريا، وزكريا زوج خالة عيسى، هو ابن الخالة، فرحب بنبينا صلى الله عليه وسلم وقال له: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، أخ، آدم يقول: الابن الصالح، ويحيى توفي، أما عيسى ما توفي، عيسى رفع بروحه وجسده جميعا وسينزل في آخر الزمان؛ لأن نزوله من أشراط الساعة الكبار، وإذا نزل في آخر الزمان حكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل نبي أخذ عليه العهد والمواثيق، والميثاق لأن بعث محمد وأنت حي لتتبعنه: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ إذا نزل في آخر الزمان حكم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يتوفاه الله فيموت ويدفن في الأرض، لكن هو الآن حي قال الله تعالى: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا أما يحيى فتوفي، ثم صعد إلى السماء الثالثة، فاستفتح فقيل: من؟ قيل: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قال: نعم المجيء جاء، ففتح لهما فوجد فيها إدريس عليه الصلاة والسلام، فرحب به وقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، وهذا دليل على أن إدريس ليس من الصلات الأبوية، جاء في بعض الأحاديث أن إدريس أب وأنه أب لنوح، والصواب أنه أخ، ولو كان أبا لقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، قال: مرحبا بالنبي والأخ الصالح، ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. فوجدا فيها هارون عليه الصلاة والسلام فرحب به، وقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح.

ثم صعد إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: نعم المجيء جاء. فدخل فوجد فيها موسى عليه الصلاة والسلام، فرحب بنبينا صلى الله عليه وسلم وقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، ثم لما تجاوزاه إلى السماء السابعة بكى موسى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ما يدخلها من أمتي.

وكان بكاء موسى ليس حسدا، ولكنه تألما على بني إسرائيل مع أن أتباعه كثيرون عليه الصلاة والسلام، لما عرض الأنبياء على النبي صلى الله عليه وسلم رأى سوادا سد الأفق حتى ظن أنه من أمته. فقيل: هذا موسى وقومه، ثم استفتح باب السماء السابعة، فقيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قال: نعم المجيء جاء. فوجد فيها إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فسلم عليه وقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح، من السلالة الأبوية من جده آدم قال: والابن الصالح وإبراهيم، والباقي كل من السلالة من الأخوة ووجد إبراهيم قد أسند ظهره إلى البيت المعمور، البيت المعمور بيت - كعبة - في السماء السابعة تحاذي الكعبة المشرفة لو سقط لسقط عليها يدخلها كل يوم سبعون ألف ملك في الصلاة والطواف ثم لا يعود إليه إلى آخر الدهر من كثرة الملائكة، لا يصل إليهم الدور، كل يوم يدخله سبعون ألف ملك كم عدد الذين دخلوا، لا يحصيهم إلا الله كم مضى من الأيام من الدنيا لا يحصيهم إلا الله.

ثم تجاوز السماء السابعة النبي صلى الله عليه وسلم، ظهر فضله، تجاوز حتى وصل إلى سدرة المنتهى، سميت سدرة المنتهى؛ لأنه ينتهي إليها ما يرفع من الأرض وما ينزل من السماء، وهي سدرة ورقها كآذان الفيلة.

ثم تجاوز نبينا صلى الله عليه وسلم إلى مكان يسمع فيه صريف الأقلام، فدنا من ربه وتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فكلمه الله، وصل إلى مكان لا يصل إليه جبريل ولا غيره، فكلمه الله من دون الواسطة سمع كلام الله ففرض الله، ففرض عليه رب العزة والجلال في ذلك الموقف في ذلك المكان الصلاة، خمسين صلاة في اليوم والليلة، ثم هبط نبينا صلى الله عليه وسلم ومعه صحبه جبرائيل، هبط إلى السماء السابعة ثم هبط إلى السماء السادسة، فاستوقفه موسى، فقال ماذا فرض عليك ربك يا محمد؟ قال: خمسين صلاة في اليوم والليلة. فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فإن أمتك ضعيفة لا تطيق الخمسين صلاة في اليوم والليلة، وإني عالجت في بني إسرائيل أكثر من ذلك، فالتف إلى جبريل يستشيره فأشار إليه أن نعم، فعلا به جبرائيل إلى الجبار جل جلاله، فسأل ربه التخفيف فوضع عن خمسا، وفي رواية أخرى: عشرا، ثم هبط حتى وصل إلى موسى، وقال ماذا فرض عليك ربك؟ قال: أربعين أو خمس وأربعين صلاة فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك ضعيفة لا تطيق أربعين صلاة في اليوم والليلة، وإني عالجت بني إسرائيل أكثر من ذلك فعلا به جبرائيل وسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشرا فصاروا ثلاثين أو خمسا وثلاثين في رواية أخرى ثم هبط إلى موسى استوقفه وفي كل مرة يأمره أن يرجع، في كل يضع عنه عشرا عشرا صارت ثلاثين حتى صارت، ثم صارت عشرين، ثم صارت عشرا، ثم صارت خمسا، وفي بعض الرويات أنه في كل مرة خمس، حتى وصلت إلى خمس، فهبط على موسى، فقال: ماذا فرض عليك ربك قال خمس صلوات في اليوم والليلة، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك؛ فإن أمتك ضعيفة لا تطيق خمس صلوات في اليوم والليلة فقال نبينا صلى الله عليه وسلم إني سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم، فنادى مناد من السماء أن أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، هي خمس في العدد وهي خمسون في الميزان والأجر.

خمس عددا وأجرها أجر الخمسين كل صلاة الحسنة بعشر أمثالها خمس صلوات أجرها أجر خمسين، هذا يعني هذا الأمر في فرضية الصلاة يدل على أهميتها وعظم شأنها، أين فرضت الصلاة؟ في السماء فوق السماء السابعة، لكن الزكاة والصوم والحج فرضت في الأرض، الصلاة فرضت بدون واسطة كلم الله نبينا صلى الله عليه وسلم من دون واسطة، أما الزكاة والصوم والحج فرضت بواسطة جبرائيل، الصلاة فرضت في الأول خمسين، ثم خففت إلى خمس صلوات كل ذلك يدل على عظم شأن الصلاة وأهميتها، وأنها ركن الإسلام الأعظم عمود الإسلام، ولهذا صار لها من المزية أنها هي الفارق بين المسلم والكافر، وأن من أضاعها فقد أضاع دينه ومن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لسواها أضيع، وفيه جواز النسخ قبل التمكن من الفعل، ففرضت في أول الأمر خمسين ثم نسخت إلى خمس صلوات قبل أن يتمكن الناس من الفعل - هذا حكم شرعي - وهذه الأحاديث ثابتة في الصحيحين وفي غيرهما، طيب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء كيف رآهم وهم قد ماتوا؟ وجاء كما سبق أنه رآهم أرواحهم قد أخذت شكل الجسد، يعني تأخذ صورة الجسد، ولهذا في الحديث: نسمة المؤمنين طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعهم الله جسدهم يوم يبعثون إلا عيسى لأنه بروحه وجسده لم يمت.

هذا هو المعراج هذه الكرامة العظيمة وهذه المعجزة العظيمة لم تحصل لأحد لغير نبينا صلى الله عليه وسلم، فهذه من كراماته ومن معجزاته ومن كرامته على ربه ذكر المؤلف رحمه الله في هذا المبحث تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم.

بقي بحث في الإسراء والمعراج هل الإسراء إسراء النبي صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده أو بروحه دون جسده، وهذا هو يقظة أو منام؟ للعلماء أقوال: قال بعض العلماء: الإسراء كان مناما، وهذا مروي عن بعض السلف، يعني أسري به وهو نائم، فصعد إلى السماوات ورجع وهو نائم، وهذا قول ضعيف؛ لأنه لو كان أسرى في النوم لما أنكر كفار قريش، وثبت أن كفار قريش كذبوه وأنكروه وارتد ناس ممن أسلم لما أخبرهم أنه صعد إلى السماء، لأن كل هذا في ليلة واحدة أسري به وعرج به ولما كان في الصباح كان عند الناس فلما حدثهم بذلك ارتد بعض الناس، ولما حدث أبو جهل أكبر هذا القول ... هل ممكن أن تقول هذا يا محمد عند باقي قريش؟ استعظم هذا، قال: يزعم محمد أنه ذهب إلى الشام في ليلة واحدة ونحن نقطعها في مسافة شهر، وأنه عرج به إلى السماوات وهو عندنا الآن فثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على عير لقريش في الطريق، فقالوا: إن كنت صادقا نسألك عن عيرنا فسألوه، وسألوا عن بيت المقدس فجلى الله بيت المقدس وكشفه له فصار ينعته وهو يبصره، وأخبرهم عن عيرهم وأنه لقيها في مكان كذا وأنها تأتي في وقت كذا، فكان الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام، قال بعضهم: الإسراء كان مناما هذا ضعيف لو كان مناما ما أحد يستنكر أنه منام، ولو كان مناما لما كذبت كفار قريش. القول الثاني: أنه أسري بروحه دون جسده وهذا مروي عن عائشة وجماعة. القول الثالث: أن الإسراء كان مرارا، قال بعضهم: والإسراء في ليلة والمعراج في ليلة، وقال بعضهم: الإسراء كان مرارا مرة يقظة، ومرة وهو نائم، القول الرابع: أن الإسراء بروحه وجسده مرة واحدة في ليلة واحدة، وهذا هو الصواب. لكن ضعفه، والحديث ضعفه بعض أهل الحديث إذا أشكل عليهم بعض الألفاظ زادوا مرة اللي يسلك هذا بعض ضعفاء أهل الحديث ... عليه قالوا الإسراء مرتين، أسري به مرتين من أسرى به مرتين مرة يقظة ومرة مناما أو يقال بعضهم مرارا مناما، هذا يسلكه ضعفاء أهل الحديث والصواب أن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة لا في ليلتين، وأن الإسراء بروحه وجسده، والدليل قول الله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا والعبد اسم للروح والجسد، الإنسان اسم لروحه وجسده هذا هو الصواب، الإسراء والمعراج في ليلة واحدة مرة واحدة يقظة لا مناما.

ثانيا: نبينا صلى الله عليه وسلم سمع كلام الله فكان كليم الله شارك موسى في التكليم، موسى كليم الله كلم الله بدون واسطة ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كلم الله بدون واسطة في ليلة المعراج، وكذلك شارك إبراهيم في الخلة، إبراهيم خليل الله ومحمد خليل الله فنبينا خليل الله وكليم الله، وهل رأى ربه ليلة المعراج؟ اختلف العلماء في ذلك على قولين: من العلماء من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج بعين رأسه، وهذا مروي عن ابن عباس وروي أيضا عن الإمام أحمد، قال ابن عباس في قوله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ قال: هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به، وهو مروي عن الإمام أحمد.

والقول الثاني: أنه رآه بعين قلبه ولم يره بعين رأسه، وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون، وهو قول عائشة رضي الله عنها، وقد قالت لمسروق لما قال لها: هل رأى محمد ربه؟ قالت: لقد قف شعري مما قلت، ثم قالت: من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب. وهذا هو الصواب، والصواب أنه رآه بعين قلبه، وما روي عن، وهذا اختاره بقول أنه رآه بعين رأسه اختاره جماعة اختاره النووي واختاره القاضي عياض، واختاره جماعة وهو المؤلف، المؤلف هنا اختار أن النبي رأى ربه بعين رأسه لكن قوله مرجوح.

الصواب أنه رآه بعين قلبه لا بعين رأسه، والأدلة في هذا كثيرة منها قول الله تعالى: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ونبينا بشر، ما كان لبشر أن يكلم الله إلا من وراء حجاب؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يرى الله في الدنيا ونبينا بشر كلم الله من وراء حجاب، ولهذا لما سأل موسى الرؤيا في الدنيا قال: قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ومن الأدلة حديث أبي ذر في صحيح مسلم لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه يعني النور حجاب يمنعني من رؤيته كيف أراه.

وحديث أبي موسى في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه حجابه النور وفي لفظ: النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ونبينا من خلقه فلو كشف لاحترق ما يستطيع مثلا.

ولأن الرؤية ،رؤية الله نعيم ادخره لأهل الجنة، وليس لأهل الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من أهل الدنيا فهي نعيم خاص بأهل الجنة، فالصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعين رأسه وإنما رآه بعين قلبه، وأما ما روي عن ابن عباس أنه رآه فهو مطلق يعني روي عنه أنه رآه، وروي أنه رآه بفؤاده، وكذلك ما روي عن الإمام أحمد تارة تأتي الرواية مطلقة رأى، وتارة يقول: رآه بفؤاده، فهو يحمل المطلق على المقيد، ما روي عن ابن عباس أنه قال: رآه تحمل على رواية أنه رآه بفؤاده، وكذلك الإمام أحمد رآه في الروايات الأخرى رآه بفؤاده يحمل هذا على هذا.

وأما قوله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ فالمراد رؤية الآيات المراد رؤية الآيات، فرآه بعين قلبه، والمعنى: أن الله، رؤية بقلبه زائدة على العلم، منهم من قال جعل له عينين في قلبه فرأى ربه. هذا هو الصواب الذي أجمع عليه المحققون، جمع بينهما المحقق شيخ الإسلام ابن تيمية قال: ما روي من الآثار وعن الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه محمول على رؤية الفؤاد، وما روي أنه لم يره محمول على رؤية البصر.

فالنصوص التي فيها أن النبي لم يره يعني لم يره ببصره، والنصوص والآثار التي بأنه رآه محمول عنه أنه رآه بقلبه وعلى ذلك تتفق النصوص ولا تختلف.

بقي المقام المحمود، ما هو المقام المحمود؟ يقول الله تعالى: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا المشهور عند العلماء عند كثير من العلماء وعند الجمهور أن المقام المحمود هو الشفاعة، الشفاعة العظمى في موقف القيامة، التي يتأخر عنها أولو العزم الخمسة، كما سبق آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى كل واحد يتأخر، كل واحد يقول: اذهبوا إلى غيري إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعد مثله، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: أنا لها أنا لها فيذهب ويسجد تحت العرش فيفتح الله عليه بمحامد - يلهمه إياها - ثم يأتي بهم إلى الرب سبحانه فيقول: يا محمد ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيشفعه الله فيقضي الله بين الخلائق، وهذه الشفاعة عامة للمؤمنين والكفار، لأهل الموقف؛ لأنها شفاعة لإراحة الناس من الموقف، هذا هو المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون وهذا هو المشهور عن كثير من الصحابة ومن المحققين.

القول الثاني أن المقام المحمود إجلاسه وإقعاده على العرش أن الله يجلسه ويقعده على العرش قد ذكر المؤلف آثارا كثيرة كلها مروية عن مجاهد، ومجاهد بن جبر إمام في التفسير، وهو يروي عن ابن عباس لكنها موقوفة على مجاهد، قال: يقعده على العرش. ولكن الإمام أحمد رحمه الله يقول: إن هذا الأثر عن مجاهد تلقاه العلماء بالقبول. وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.

فلولا أن العلماء تلقته بالقبول لقيل: إن هذا أثر عن مجاهد، ومجاهد يروي عن ابن عباس وابن عباس يأخذ عن بني إسرائيل، لكن هذه الآثار المروية عن مجاهد في بعضها عن عائشة لكن أكثرها مروية عن مجاهد، أن تفسير المقام المحمود بأنه يجلسه الله على العرش ويقعده على عرشه، فلولا أن قول الإمام أحمد: تلقته الأمة بالقبول، وكذلك عبد الله بن أحمد قال: أنكر على من رد هذه الأحاديث، وكذا شيخ الإسلام ابن تيمية: لولا تلقي الأمة لها بالقبول، وقال: إن هذا هو قول أهل السنة، ومن أنكرها فهو من أهل البدع، وعلى هذا فالقول الثاني هو أنه يجلسه على عرشه.

ولكن نقول: لا مانع من أن يكون المقام المحمود شيئان: الشفاعة، وإجلاسه على العرش، ما المانع من هذا، أما الشفاعة هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة، ثابت أنه تفسير المقام المحمود، وأما إجلاسه على العرش فكما جاءت في هذه الروايات التي - وإن كان أكثرها مروي عن مجاهد - إلا أن العلماء تلقوها بالقبول، أهل السنة والجماعة تلقوها بالقبول ولا يردونها ويقولون: إن من ردها فهو من أهل البدع. وعلى هذا فيكون المقام المحمود في الشفاعة العظمى منه ومن ذلك إجلاسه على العرش، شيئان وإن كان لم يكن يعني ظاهر العلماء أنهما قولان: إما هذا وإما هذا بعضهم قال: المقام هو الشفاعة. وهذا رأي الجمهور، والقول الثاني: أنه إقعاده على العرش. لكن لا مانع ما دام أن هذه الآثار تلقاها العلماء بالقبول كما قال الإمام أحمد وغيره، ولا يردونها - ومن ردها من أهل البدع - نقول: لا مانع أن يكون داخل في المقام المحمود إجلاسه على العرش مع الشفاعة.

الشوكاني رحمه الله قال: إن مجاهد له قولان مهجوران هجرهم العلماء منها قوله: إن المقام المحمود إقعاده على العرش. هذا قول للشوكاني، لكن الإمام أحمد يقول: العلماء تلقوه بالقبول، ليس مهجورا، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.

ولنبينا صلى الله عليه وسلم من الكرامات الحوض المورود، ما هو الحوض المورود؟ الحوض المورود حوض نبينا صلى الله عليه وسلم في موقف القيامة، كما سبق: حوض عظيم طوله مسافة شهر وعرضه مسافة شهر يصب في ميزابين من نهر الكوثر في الجنة، وأوانيه كيسان، أوانيه عدد نجوم السماء، وهو أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأطيب ريحا من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا حتى يدخل الجنة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إني فرطكم على الحوض والفرط الذي يسبق القوم الذي يسبق القوم يتقدمهم ويهيئ لهم ما يحتاجون إليه، يسمى فرط، الذي يتقدم القوم ويهيئ لهم ما يحتاجون، يهيئ لهم الشراب ويعد لهم مثلا الطعام وما يحتاجون، يقال الفرط، فالنبي قال: إني فرطكم على الحوض يعني أنتظركم أتقدمكم وأنتظركم على الحوض.

وكما سبق عن الحوض أنه حوض نبينا صلى الله عليه وسلم حوض عظيم يرد عليه المؤمنون، ويرد عليه قوم قد بدلوا وغيروا، فيذادون كما تذاد الإبل العطاش، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليردن علي أناس أعرفهم ويعرفوني، فإذا وردوا اختلجوا دوني، فأقول: يا ربي أصحابي أصحابي، وفي لفظ أصيحابي أصيحابي، ويقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم وأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي فالمرتدون ينادون، وكذا جاء في بعض في هناك آثار بعض العصاة وبعض الظلمة وغيرهم يمنعون.

وأما الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ربي في أحسن صورة فقال: يا محمد بما يختصم الملأ الأعلى، قلت: لا أدري يا رب فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري فعلمت، فقلت: يا ربي يختصمون في نقل الأقدام إلى الجمعات، وفي انتظار الصلاة بعد الصلاة فهذه الرؤيا إنما هو في النوم ليس في اليقظة، رؤية في النوم وهي كرأيت ربي في أحسن صورة، ورؤية الله في المنام ثابتة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أثبتها جميع الطوائف إلا الجهمية، من شدة إنكارهم أنكروا رؤية الله مطلقا حتى رؤية الله في النوم أنكروها، لكن جميع الطوائف أثبتوها، ولا يظن ذلك التشبيه الإنسان يرى ربه على حسب اعتقاده إن كان اعتقاده صحيحا، فيرى ربه رؤية تناسب اعتقاده، وإن كان اعتقاده كان عمله سيئا رأى ربه رؤية تناسب اعتقاده وعمله، ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أصح الناس اعتقادا وأصح الناس عملا قال: رأيت ربي في أحسن صورة وهذا الحديث يسمى حديث اختصام الملأ الأعلى شرحه الحافظ ابن رجب رحمه الله في رسالة تسمى " شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " قال: رأيت ربي في أحسن صورة، فقال: يا محمد فيم يختصمون، فقلت: لا أدري. فوضع كفه بين كتفيي حتى وجدت برد أنامله فعلمت وأما ما ذكره الشارح قال: فعلمت ما بين السماء والأرض هذا فيه نظر، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة، قال: دخل الجنة يعني ليلة المعراج، ورأى النار.

وجاء في حديث في حديث الرؤيا الطويل أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجلان يعني ملكان وذهبا به، ورأى رجلا يسبح في نهر الدم، ثم سأل، وآخر يلقمه حجرا فرأى رجلا يثلغ رأسه بالحجر، فالذي يسبح في نهر الدم قال: هذا آكل الربا، والذي رآه يثلغ رأسه بالحجر هذا الذي يتثاقل عن الصلاة، ورأى رجلا يشق شدقه ومنخره إلى قفاه ثم يذهب إلى الشق الثاني ويفعل به ذلك، فإذا انتهى من الشق الأول وجد الشق الثاني رجع كما كان فيشقه وهكذا قال: هذا الرجل يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق وقال: رأيت الجنة دخلت الجنة، فإذا ...جنى بها اللؤلؤ، ورأى بيته كالربابة، يقال اطلعت على النار فرأيت قوما عراة في مكان ضيق يعذبون فإذا جاءهم نار من أسفلها ضوضوا فسأل فقال هؤلاء الزناة والزواني هذا في البرزخ يعذبون في البرزخ في البزخ يعذبون هؤلاء، هذا الصواب أن الرؤيا هذه إنما هي في النوم.

طيب ننظر كلام المؤلف رحمه الله نعود اقرأ من الأول قوله صلى الله
اسير الحب
اسير الحب
جوريش1
جوريش1

عدد الرسائل : 15
العمر : 28
الموقع : فلسطين
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بيان معجزات الرسول صلى الله عليه  وسلم Empty رد: بيان معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف لـقـاء الجمعة 23 أكتوبر - 15:52

يسلمووو يا عاكف على الموضوع الحلو
لـقـاء
لـقـاء
_____
_____

عدد الرسائل : 710
العمر : 35
الموقع : www.jur7.yoo7.com
SMS : رسالتي الى اعضائي المحترمين

نسعى دائما الى الرقي والازدهار

يدا بيد لنبني منتدانا

منتدى فرقة السلام الفلسطينية

المدير العام

علاء سعيد
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 07/09/2008

https://jur7.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى